جددت" الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة" تأكيدها على ضعف الساسة الصحية المتبعة في مكافحة مرض السل و دعت الحكومة ووزارة الصحة لوضع إستراتيجية متجددة وفعالة لاكتشاف ومعالجة كل حالات الإصابة للوصول إلى الشفاء التام وتحقيق الشفاء لكل مرضى السل هي الدعوة التي يتبناها اليوم العالمي لمكافحة السل.
و جاء هذا المطلب بمناسبة اليوم العالمي للسل 2014 الذي يحتفي به في 24 مارس من كل سنة بهدف تعزيز الوعي العام بعبئ مرض السل و يحتفي به هده السنة تحت شعار: "لكل مريض أهميته".
و نبهت الشبكة بالمناسبة بعودة تفشي داء السل بالمغرب بصورة ملحوظة ومقلقة في العديد من الأقاليم والمناطق العشوائية والمهشمة في البوادي والمدن. وتزداد حدة هذا الانتشار والتفشي بسبب ارتفاع معدلات الفقر والهشاشة وسوء التغذية وعدم التوفر على سكن صحي لائق وممارسات من قبيل استهلاك المخدرات.... وفي هذا الإطار تشير التقديرات الرسمية والمؤشرات والمعطيات الوبائية إلى استمرار مؤشر ارتفاع الاصابة بمرض السل ببلادنا .
و طالبت الشبكة بوضع سياسة وطنية مندمجة وفعالة في مجال مكافحة داء السل تندرج في اطار برامج الرعاية الصحية الأولية ودعمها والتشجيع على استخدام المعايير الدولية لرعاية مرضى السل المرتبط بفيروس الإيدز واستحداث آليات جديدة ملائمة تمكّن من إقامة تعاون بين برامج مكافحة السل وبرامج مكافحة الإيدز والعدوى بفيروسه.
و كذلك بضرورة القيام بحملة تشخيص جماعي والعلاج السليم والفعال لجميع مرضى السل، بمن فيهم المصابون بالسل المقاوم للأدوية؛ وضمان إمدادات من الأدوية المضادة للسل بشكل منتظم وفي الوقت المناسب؛ وإدارة مخزونات الأدوية المضادة للسل على النحو الرشيد وضمان الشفاء ممكن ل 100 في المائة من المصابين بالمرض.
فبحسب معطيات منظومة المراقبة الوبائية لوزارة ألصحة بالمغرب يتم تسجيل ما بين 27 الف و 30 ألف حالة جديدة سنويا للإصابة بداء السل بالمغرب وهي تقريبا نفس الأرقام التي تم تسجيلها خلال سنتي 2012 و 2013 وهو رقم أصبح قارا على مدى العشر سنوات الأخيرة .
ومهما قيل عن تراجع معدل المرض ونسبة الوفيات فان معدل الانتشار في ارتفاع يعادل 83 الى 85 في كل 100 الف نسمة يحتل فيها السل الرئوي المعدي القابل للانتشار 60 في المائة بين انواع السل الأخرى. كما تصل نسبة المنقطعين عن العلاج لأسباب مختلفة مابين 5 و10 في المائة .كما ان 30 في المائة من المصابين بداء السيدا بالمغرب مصابون بداء السل ( عدد المصابين بقيروس فقدان المناعة المكتسبة المصرح بهم 6824 حالة منها 4314 حالة مرضية ) .كما ان 4% من المصابين الجدد بالسل يحملون الميكروب المقاوم للعقاقير وهذا الرقم مرشح للتصاعد في حلة استمرار نفس السياسات الاجتماعية و الوقائية والعلاجية. فداء السل يعتبر ثاني أكثر المراض المعدية فتكا بعد فيروس نقص المناعة المكتسبة السيدا ولا زال يواصل حصد مزيد من الأرواح بالمغرب وفي صمت بعد ان بلغ عدد الوفيات رقما يتراوح ما بين 500 و 1000 حالة سنويا.
إن هذا الداء يصيب الساكنة الشابة والفئة العمرية التي تتراوح اعمارها ما بين 15 و 45، ويحتل فيها الذكور 58 في المائة. ويستوطن في الأحياء الهامشية والفقيرةَ، حيثُ لا تتعرضُ البيوت للتهوية الكافية، وتفتقرُ لشروط النظافة اللازمة وخاصة في هوامش المدن الكبرى كالدار البيضاء وسلا وفاس وطنجة وتطوان، والقنيطرة وإنزكان وجهة الرباط و سلا وزمور- زعير, المعروفة بكثافة ساكنتها والتي تشتد فيها مظاهر الفقر والهشاشة والحرمان والمرض وتكثر فيها عطالة الشباب واستهلاكه للمخدرات والكحول. كما تتميز بعض المجموعات مثل المعتقلين في المؤسسات السجينة بوجود نسبة جد مرتفعة من الاصابات بداء السل ينتقل بين المساجين بسبب ظروف الاعتقال و الاكتظاظ وسوء التغذية وغياب النظافة والتهوية .