كلمة لا بد منها
تحول كتاب "الامير المنبوذ" لوبال على صاحبه، فعوض ان يجلب عليه الشهرة و تعاطف الناس و تهافت وسائل الاعلام، جلب هذا الكتاب على صاحبه وابل النقد و السخرية, فموقع فرنسي شكك في ان يكون مولاي هشام الكاتب الحقيقي، و بتحليل لغوي كشف ان هناك كاتبان لا شخص واحد.
أما موقع جزائري شبه مولاي هشام بإبن عرفة سلطان الفرنسيس الذي كرهه المغاربة ، لدرجة محاولة اغتياله. متاعب "الأمير المنبوذ" مع كتابه لا تنتهي، فقد عرى عنه ورقة التوت التي كان يتستر ورائها، كما كشف عن النوايا الحقيقة التي تحركه. فما الذي يريد شخص يجمع المال و الجاه و كل متاع الدنيا؟ فعوض ان يتفرغ لتجارته المربحة، نرى هذا "الشخص" يبحث عن كل فرصة للظهور بمظهر الثوري و المناضل التقدمي.
لقد استطاع مولاي هشام ان ينبذ نفسه بنفسه، فكتابه الذي تحول لأضحوكة جعل كل شخص عاقل يكتشف من هو مولاي هشام. فكتابه الأضحوكة ليس سوى خرجة أخرى لبيع الوهم للمغاربة و محاولة للتملق للأعداء و الحاقدين.
فمولاي هشام اختزل كل شيء في شخصه، فهو النابغة و العفيف و الديمقراطي و الواعي بضرورة حماية كوكب الأرض من التلوث. ما لا يعرفه مولاي هشام و من يسوقون صورته المهزوزة ، ان القطار يسير حتى و لو ترجل منه و ما من شيء سيمنعه للوصول في الوقت المناسب. أما خرجات "المنبوذ" فهي كصراخ الطفل الصغير الذي لا يجد سوى الصراخ لإثارة الانتباه.
كتاب مولاي هشام هو مثل كتاب "الأمير" لميكيافيلي، فالغاية تبرر الوسيلة، لذلك نجده يستعمل كل الضربات و يوجه كل السهام التي تصيب و لا تصيب.
زووم بريس