لم يجد فتح الله أرسلان الناطق الرسمي للجماعة ما يرد به عن تدهور صورة الجماعة، سوى جملة خشبية جوفاء تقول "رغم التضييق والحصار والملاحقات فإن جماعة العدل والإحسان نفسها طويل وهي بخير و قوية متماسكة وصلبة كما عهدها الناس، غير مترددة ثابتة على مواقفها الجريئة".
أما عبد الحق المتوكل رئيس الدائرة السياسية فقد سارع لإخفاء نهج الجماعة التحكمي و التفردي بعد سؤال عن عدم تقدم الجماعة بطلب لتأسيس حزب سياسي طرح بحدة باللقاء ذاته، سوى القول " لسنا نحن من لا يريد تأسيس حزب، بل الدولة هي من ترفضنا" وزاد "من يضمن لي الترخيص بحزب للجماعة دون شروط غير معلنة أنا مستعد للذهاب معه من الآن".
الجماعة عمدت يوم الخميس الماضي لعقد لقاء مع صحافيين لتلميع صورتها الباهتة التي تآكلت في المدة الأخيرة، و لبعث رسالة مفادها أن الجماعة متماسكة . لكن اللقاء نفسه يكشف هاجس الخوف لدى الجماعة من تناسل الفضائح المالية و الأخلاقية و عدم انضباط الأتباع و تورطهم في عدد من قضايا الفساد و اللواط و البيدوفيليا. لذلك جاء اللقاء لترميم وجه الجماعة المتحجر و المنكمش و لدفع تهمة التفرد بالقرار و النزعة للتحكم في المجتمع و إرادة السيطرة على الدولة.
و من مظاهر إرادة السيطرة و الانفراد بالقرار و نبد الديمقراطية، ما قاله المتوكل نفسه "، استفزتنا أمور عدة منها ما صرح به أحدهم على قناة الجزيرة من أن كل شعارات حركة "20 فبراير" هي لليسار وهذا أمر غير معقول"، مضيفا أن الجماعة صبرت طيلة تلك المدة على عدم رفع أي شعار يعبر عن قناعاتها، كل ذالك يضيف متوكل في إطار "التنازل والسعي لعدم تفويت فرصة تاريخية في التغيير، وهي نتيجة ينبغي أن يتحمل مسؤوليتها من فوت تلك الفرصة على المغاربة."
جماعة العدل والإحسان تكشف إذا عن سبب مغادرتها لصفوف حركة "20 فبراير" الذي تم نهاية سنة 2011، حيث قال فتح الله أرسلان "كنا واعيين أن "20 فبراير" لن تحقق كل شيء وقررنا دعمها لرفع مستوى المطالب وخطتنا كانت واضحة من الدخول إلى الخروج، وخرجنا بعد اقتناعنا أنها حققت كل ما بوسعها أن تحققه".
لكن ما يخفيه أصحاب الجماعة انها خرجت لانها لم تتمكن من فرض نهجها التحكمي على باقي المكونات، خصوصا من لا يؤمنون بالخرافات و من المطالبين بالدولة المدنية. أما الجماعة فهي تريد أتباعا مخدرين لا رأي لهم تزج بهم في اتون الصراع و تبقى هي من تتحكم في شروط اللعبة.