هو أول عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب، هو أكثر أديب عربي حضيت أعماله الأدبية بأعادة الصياغة الدرامية في التلفزيون والسينما، هو الروائي المصري نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، ولد في حي الجمالية بالقاهرة يوم 11 شتنبر 1911.
بدأ نجيب محفوظ الكتابة في منتصف الثلاثينيات، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة، ففي سنة 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه عن الواقعية التاريخية. ثم نشر كفاح طيبة ورادوبيس منهياً بثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة.
وبدءاً من سنة 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي الذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية القاهرة الجديدة، ثم خان الخليلي وزقاق المدق. جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع بداية ونهاية وثلاثية القاهرة.
وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها تيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم، من أشهر أعماله الثلاثية وأولاد حارتنا التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعيا.
ثمان سنوات على رحيل نجيب محفوظ، الروائي العربي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الأدب، ولا زالت أعماله الفنية تتداول في السينما والتليفزيون المصري ، حتى قال عنه وزير الثقافة جابر عصفور :" أعمال محفوظ تشبه ضخامة المعابد الفرعونية وبساطة البيوت الريفية وعراقة الحارة المصرية".
"الغيطاني": لولا نجيب محفوظ لضاع الكثير من تراث القاهرة القديمة
و قال الكاتب والأديب جمال الغيطاني، إن أشد ما يؤلمه ونحن نمر بالذكرى الثامنة لرحيل "أديب نوبل العالمي"، نجيب محفوظ، الذي رحل عام 2006، أن الذكرى تمر مرور الكرام دون تقدير وإحياء من الدولة.
وأشار الغيطاني، خلال حواره مع الإعلامي محمود الورواري ببرنامج "الحدث المصري"، المُذاع عبر شاشة "العربية الحدث"، مساء الإثنين، إلى أن الأديب العربى الوحيد الذي ينطبق عليه لقب عالمي بجدارة هو نجيب محفوظ، حيث لا يوجد مكتبة في العالم وإلا فيها كتب وروايات له.
وأضاف الغيطاني أن الذاكرة الثقافية في مصر بها انقطاع ولا يوجد اهتمام بأعمال وتاريخ نجيب محفوظ، وخير دليل على ذلك أنه لا يوجد كتاب يدرس لطلاب المدارس عن محفوظ على الرغم من قيمته الوطنية والعالمية.
وأشار إلى أن محفوظ، الذي لا يزال بإبداعه وشخصه هو "المعلم الأكبر"، في مسيرة الرواية العربية، موضحًا أن حضور محفوظ خارج مصر أكثر من الداخل وما زال العالم يحاول اكتشاف عالم الأديب العالمى، لافتًا إلى أن محفوظ استطاع تجسيد كل شخصيات الحارة في مؤلفاته، ومنها "الفتوة، والمرأة" وغيرها من الشخصيات بعمق شديد.
ولفت الغيطاني إلى أن محفوظ حفظ تراث القاهرة القديمة ولولاه لضاع الكثير منها، كما أن هناك أماكن أكثر أهمية من التي ذكرها محفوظ في رواياته إلا أنها اختفت ولم يعد يذكرها أحد، لأنه لم يكتب عنها، مشيرًا إلى أن بعض الأدباء هم من افتعلوا أزمة رواية أولاد حارتنا.
وأوضح الغيطاني أن معرفته بنجيب محفوظ بدأت منذ عام 1959، ولم تنقطع علاقته به حتى وفاته، مشيرًا إلى أنه آخر شخص رآه محفوظ، مؤكدًا أنه تأثر بالأديب نجيب محفوظ واستفاد منه كثيرا، لاسيما وأنه مؤسس الرواية الحديثة، وتعلم منه القدرة على ضبط الوقت، لافتًا إلى أن محفوظ عبر عن هموم المواطن البسيط وحياته اليومية في معظم رواياته، إضافة إلى المزج بين العامية والفلسفة المستوحاة من قضايا وهموم الحارة، وظهر ذلك في شخصية الفتوة.
وتابع أن محفوظ هو الكاتب العربي الوحيد الذي تشعب في مسارات الحياة كلها، وأصبح أيقونة في الأدب الإنساني ما عدا في مصر، لدرجة أنه لم يعد يحظى باهتمام نقدي يليق به، ولم تعد هناك إلا قلة تتذكر أدبه بين الحين والآخر، وهو ما يعني أن كبار الكتاب ممن رحلوا والذين مازالوا على قيد الحياة سوف يتم نسيانهم.
واقترح الغيطاني إنشاء ما يسمى بالمزارات المحفوظية تخليدا لذكرى الأديب العالمي، مطالبًا بإعلان منطقة زقاق المدق محمية ثقافية وهو المكان الذي أفرد له محفوظ رواية كاملة ليروي حكايات الجوانب الضيقة بالزقاق ويصنع منها عالمًا يخلد تاريخ هذا المكان البسيط.