أثار نشر إحدى الصفحات مجهولة الهوية على فيس بوك، صورة لسيدة تعمل مضيفة بشركة مصر للطيران، انقساماً حاداً على مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة، “تويتر” و “فيس بوك”. ونشرت الصفحة هذه الصورة فى شكل يسخر من السيدة التى تعمل مضيفة، الأمر الذى خلق حالة من الجدل بين مستخدمى هذه المواقع. وذهب بعض النشطاء إلى انتقاد هذه السيدة وانتقاد الشركة التى تعمل بها، بحجة أن منظرها “غير لائق”، وأنها تظهر بشكل بدين، على غير المعروف والمألوف عن المضيفات الجويات، اللاتى يعرف عنهن الرشاقة والجمال، كصورة ذهنية سائدة عنهن داخل المجتمع، معربين عن استيائهم من عدم تدقيق الشركة فى اختيار هؤلاء المضيفات، اللاتى يمثلن مصر دولياً، على حد وصفهم. على جانب آخر أعرب العديد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى عن استيائهم من كم الانتقاد الحاد والسخرية التى تم توجيهها إلى هذه السيدة، مشيرين إلى أن هذه السخرية فى غير محلها، فمن غير اللائق أن يتم تجريح إنسان وتشويه سمعته بسبب شكله أو وزنه، معتبرين أن الأفضل هو توجيه الانتقاد للشركة وخدماتها وكيفية اختيار العاملين بها.
بينما دشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” هاشتاج حمل عنوان “مضيفة مصر للطيران”، حاولوا من خلاله توجيه رسائل الاعتذار للسيدة التى واجهت هذه السخرية بسبب أنها على قدر غير كاف من الجمال، مؤكدين أن من يقوم بالسخرية فى مثل هذه الأمور، يعتبر مريض نفسياً. وقال أحد المستخدمين لموقع التدوين القصير، ” مضيفات مصر للطيران كويسين جدا، المشكلة دايما من جليطة المضيفين الشباب، و لو على الحلاوة فأنا مرة لقيت مضيفة إيطالية وشكلها مش جميل”، مضيفاً:”اشتم فى الخدمه براحتك لكن الاشكال مش من حقك اصلا وبعدين لو طبقنا مقاييس الجمال دى عليكم هاتزعلوا”. وأضافت مريم حامد قائلة، ” فيه مضيفات كتير فى أمريكا اتخن واكبر منها، اعترض على الخدمه مش الشكل، شركتها لو بتحترم موظفيها لازم تقاضى السفلة الذين أساءوا إليها، لمثل هذه التصرفات نظل متخلفين”. وتساءلت هبة حسن قائلة، ” ناس كتير بيتريقوا عليها ممكن اعرف سبب التريقة، علشان جسمها ؟ طيب هى قدرت توصل للمكانه دى ممكن أعرف انت عملت إيه طيب ممكن تقولى إيه الفرق بينك وبين المتحرش انتو الاتنين بتبصوا للجسم فى مصر الجسم أهم وفى الخارج اهم شىء الخبره والقدرة على التعامل، ارتقوا شويه”.
واستطردت قائلة، ” موضوع مضيفة مصر للطيران بيفكرنى بجملة هند صبرى فى فيلم أسماء “أنا مش مريضة, أنتوا إلى مرضى” هى مش قبيحة”. وتابع مستخدمو الهاشتاج دفاعهم عن السيدة، وتوجيه عبارات اللوم لم سخر منها قائلين، ” التريقة مرض واللى طلع الصورة دى انسان سافل مريض . اتقوا ربنا، اعتراض على الخدمه على الاسلوب فى التعامل اوكى، المضيفه شكلها ايه عامله ايه بتلبس ايه مش مشكلتى ده مشكلة شركة و موظفه “. وواصل أحد النشطاء قائلاً : ” أنا وقع فى طريقى مضيفات كانوا يستاهلوا الشنق على الطريقة اللى بيتعاملوا بيها لكن الست دى عملت اية تستاهل أن يحصلها كدة”، عايز تنتقد الشركة انتقدها بس متاخدش فى الرجلين ناس محترمة مغلطتش فى حاجة عشان تصورهم وتعملهم شئ للتندر على حال الشركة”. واعتبر النشطاء أن هذه السخرية مرض منتشر داخل المجتمع المصرى، يجب أن يتم العلاج منه، وأضافت إحداهن قائلة، “قنعرة فارغة ايه الأرف دة مرض كاسح فى مجتمعنا تضاف إلى القائمة، انتقد أداء الشركة أو الموظف حقك تجريح لا”. بينما نشرت إحدى الناشطات صورة للمضيفة فى سن الشباب، وأكدت أن الصورة تم نشرها عن طريق أبنائها للدفاع عن والدتهم، قائلة :” أولادها اضطروا ينشروا صورها القديمة لما اتعينت، يمكن تعجب المقام السامى بتاع حضراتكم وتبطلوا شتيمة”. فى السياق ذاته دافعت الممثلة الشابة آيتن عامر بكل غضب عن مضيفة طيران بشركة مصر للطيران، بعد أن نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى صورة لها، ساخرين من وزنها الزائد، مؤكدة أنها واجهة مشرفة لمصر. وكتبت آيتن فى تدوينه لها عبر “فيس بوك”: “ارتقوا فالقاع قد امتلأ: ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، ولذلك قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن) أنا بس بفكركوا بالآية دى عشان صور مضيفة مصر للطيران،? اللى انتوا عاملين عليها حفلة”. واختتمت قائلة: “واللى هيقولى دى مش واجهة لمصر أو أى كلام من ده حقوله ولا الإعلاميين اللى بيسبوا كل يوم ويردحوا على الهوا كمان واجهة ولا أنت وأنت بتشتم واجهة ولا الزبالة بتاعتنا اللى مغرقة الشوارع واجهة.. قبل ما تعيب على خلقتها افتكر أنها ممكن بجودة شغلها تبقى أرجل منك وأحسن مِنك”.
ومن جانبه علق المحامى الحقوقى نجاد البرعى قائلا : ” المشكله مش فى شكل مضيفة الطيران اياها ..المشكله فى شعرها المنكوش ومظهرها التعبان مهنة المضيفة الجوية تحتاج إلى مواصفات معروفة عالميا ….
ولكن فى مصر الواسطه هى كل شىء وفى الحقيقة نشر صورتها ليس الهدف منه تجريحها ولا إثبات أن شكلها تعبان ولكن لاثبات أن من سمح لها بالقيام بعمل هى غير مؤهله له يتعين محاسبته …واخيرا الموضوع مش حقوق نساء ولا قولبت المرأة ولا تنميطها ولكن ضرورات عمل ومصر للطيران بتنهار والمضيفه دى دليل على انهيارها واللى زيها ينفع مضيفه ارضيه مشرفه على تدريب المضيفات …وبلاش كلام فارغ وعلى كل حال نص مضيفات مصر للطيران بالشكل ده فدى مش استثناء علشان الناس تزعل عليه .
الشرقية توداي
