أصدر المجتمعون في لقاء الرباط لتيار الانفتاح و الديمقراطية يوم 25 أبريل، من أجل الإعداد لتأسيس بديل سياسي، بيانا عاما يتضمن التوجهات و القرارت التي عبر عنها المشاركون في اللقاء الذين قدموا من أغلب الأقاليم المغربية للتشاور.
و حدد تيار “الانفتاح والديمقراطية” خلال لقائه الوطني، يوم السبت مدة عشرة ايام للتقدم بتصريح لوزارة الداخلية بتاسيس حزب جديد.
و قال عبد العالي دمو خلال اللقاء ان المؤسسين يلتزمون بتخصيص 50 عضو لكل جهة بما مجموعة 600 عضو مسجل في اللوائح الانتخابية. و علم من نفس اللقاء أن مطبوعا للاستقالة من الاتحاد الاشتراكي سيعمم على كل الملتحقين ، لتسليمه عبر مفوض قضائي لمقر الاتحاد و تسليم نسخة لوزارة الداخلية.
و قال دمو في كلمة له بالمناسبة "أننا فاعلون سياسيون و مشكلنا سياسي ، كما أن الحل سيكون سياسيا و ليس جمعويا". و كانت اصوات عديدة طالبت بتأسيس جمعية للتيار، و هو الامر الذي سار عليه الجميع لتسهيل عميلة تأسيس الحزب و الحصول على قبعة للخروج الاعلامي المرتقب مستقبلا.
و اعتبر دمو أن أمام الملتحقين بالحزب الجديد شهر و نصف ليكونوا جاهزين للانتخابات المهنية شهر غشت. و لم يحسم المنسحبون من حزب لشكر في اسم الحزب الجديد الذي سموه بالمشروع السياسي البديل يهدف الى تخليق الفعل السياسي. و خلق جبهة يسارية موحدة و مشروع مجتمعي تقدمي بديل.
كما كلل القاء الوطني بانتخاب جهاز وطني للتنسيق و بهيكلة للجان الموضوعاتية . و عاين موقع" زووم بريس" حضور وجوه اتحادية بارزة في اللقاء الذي احتضنه نادي التجهيز بحي الرياض. و من بين الحاضرين وزير الثقافة السابق محمد الأشعري، وعمدة مدينة أكادير طارق القباج، إلى جانب علي عبد السلام العزوزي و علي اليازغي و ثريا ماجدولين...
وهذا نص البيان :
في يوم 25 أبريل 2015، عقدت الهيئة التأسيسية لمشروع البديل السياسي اجتماعا وطنيا حضره مناضلون ومناضلات منتدبين عن كل الجهات والأقاليم وبتنوع القطاعات والاهتمامات. وبعد مداولات مستفيضة حول الوضع الوطني العام ومنه المشهد الحزبي خاصة، توصلت الهيئة التأسيسية إلى الخلاصات التالية :
أولا: ثمة حاجة موضوعية ملموسة لحزب يساري جماهيري موحّد وقادر على تفعيل تطلعات الطبقات الشعبية والأجيال الشابة الصاعدة . ويشهد على ذلك الارتفاع المهول والمقلق لمنسوب حالات العزوف واللاثقة في المشاركة الإيجابية والفعالة في الشأن السياسي، ولسيطرة التعبيرات الحزبية المحافظة واليمينية وتراجع وخفوت صوت اليسار الموحّد والقويّ والحامل لتلك التطلعات الشعبية المستقلة ولآمال أجيالها الشابة الصاعدة. واستحضارا لهذه المسؤولية، ستعمل الهيئة التأسيسية في الزمن المنظور على فتح حوارات موسعة مع الشباب ومع فصائل اليسار، ومع كل الذين يتوقون إلى بديل يساري جماهيري موحد وفعال، من أجل الخروج بأرضية مستقبلية فكرية وبرنامجية ومناهج عمل تجند طاقات اليسار وتوحدها وتجدد بناء هويته وهيكلته المستقلتين وتؤسس لارتباط دائم مع الممارسة الميدانية والحركة المجتمعية الشاملة. وتعلن الهيئة التأسيسية تبعا لذلك الشروع في التنفيذ الفوري للإجراءات والمساطر القانونية للتأسيس.
ثانيا: نظرا للأهمية الخاصة للاستحقاقات الانتخابية القادمة في استكمال مؤسسات الدستور الجديد، ولضرورة أن يكون لليسار في هذه المعركة صوته المستقل والمسموع، وكخطوة جماهيرية أولى تمهيدية في مشروع البديل ، توصي الهيئة التأسيسية بتعجيل القيام بكل الإجراءات اللازمة لتوفير الإطار الحزبي القانوني لخوض هذا الاستحقاق، ولضمان صوتنا وإشعاعنا فيه مع باقي فصائل اليسار الأخرى.
ثالثا: ولأن هيئات المجتمع المدني صارت لها أدوارها الكبرى في تحديث المجتمع وإشراك مختلف شرائحه ومكوناته في تحمل مسؤولياتها الذاتية تجاه قضاياها المباشرة خصوصا والوطنية عموما، ولأن هذه الأدوار صارت عمادا لبناء وتوسيع الديمقراطية التشاركية ، ولأن ضرورتها وأهميتها تتعاظم في مراحل تتسم بتراجع الظاهرة الحزبية واختناقها ، فإن الهيئة التأسيسية توصي بإيلاء العمل الجمعوي المؤسس على خلفية فكرية تقدمية وحداثية، ما يلزم من الاهتمام . هذا العمل الجمعوي الذي يهتم بالقضايا النظرية والبرنامجية التي يطرحها مشروع البديل السياسي ، ويُنضج أسس ومقتضيات النقاش العمومي حول قضايا الشأن العام في مختلف تجلياتها وامتداداتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما يهتم بإبداع وابتكار كل الأساليب التي يتيحها لها القانون في التواصل الميداني مع مختلف الشرائح الاجتماعية والشباب منهم خاصة.
رابعا: تسجل الهيئة التأسيسية بقلق تفاقم الأوضاع الاجتماعية ومؤشرات أزمة تكاليف المعيشة بالنسبة لعموم الأجراء، وتدعو المناضلين إلى التعبئة الشاملة لدعم الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وتهيب بهم من أجل الحضور المكثف في احتفالات فاتح ماي .
خامسا: ومن أجل متابعة هذا المشروع في كل جوانبه، تفوض الهيئة التأسيسية كل الصلاحيات التنفيذية للجنة التنسيق الوطنية المنبثقة عنها، على أن تعود للهيئة التأسيسية لإطلاعها على ما تم إنجازه، وعلى برنامج العمل المقترح في الأشواط القادمة.
وندعو في ختام هذا البيان كل المناضلات والمناضلين للتعبئة والمبادرة الفردية والجماعية، وفق روح هذا البيان وحيثياته ومقتضياته العملية، حتى نتمكن جميعا من تحقيق غاياته وطموحاته في أفضل صورة سياسية أخلاقية ونضالية لمشروع بديل.