قرر المشاركون في ندوة حــــول :« الآليات الوطنية للوقاية من التعذيب في شمال افريقيا و الشرق الأوسط »، المنظمة من قبل المنتدى المغربي من أجــــل الحقيقة والإنصــــــــــاف و شبكة أمان التي تضم هيئات حقوقية عاملة في مجال تأهيل ضحايا التعذيب والوقاية منه في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ترك النقاش مفتوح و عدم الخروج بتوصيات محددة.
و ساد تضارب في وجهات النظر في الندوة التي احتضنتها العاصمة الجمعة، بين عدد من الهيئات الحقوقية المغربية حول إخراج الألية الوطنية للوقاية من التعذيب. ففي الوقت الذي طالب أحمد الصبار الامين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان ، باحقية المجلس لاحتظان الآلية، استغرب الجميع من المبرر الذي قدمه الصبار. و اعتبر الاخير ان عددا من المؤسسات سيتم احداتها كهيئة المناصفة و مجلس الشباب و العمل الجمعوي و مجلس الاسرة و الطفولة... و هو ما يكلف خزينة الدولة، لذلك فالاجدى هو احتظان المجلس للالية اقتصادا للموارد.
و استغرب مصطفى المانوزي رئيس منتدى الحقيقة و الانصاف من تبرير الصبار و من جري المجلس الوطني لحقوق الانسان لاحتضان الآلية، قائلا ان المجلس له تضخم في المهام .
و طالب المانوزي بآلية مستقلة و بولاية خاصة ، مشددا على استقلاليتها و تمثيليتها لكل الطيف. و اعتبر المانوزي ان المنتدى لا يراهن على الالية للحد من التعذيب و هو ما لم يعجل بحم الامر منها.
أما بلعيد بودريس عن المنظمة المغربية لحقوق الانسان، فاعتبر انه بدون ارادة سياسة لا يمكن للالية ان تقوم بمهامها . و اعتبر بودريس ان الادماج مع المجلس او الخلق ليس مشكلا بل الارادة السايسية هي المحدد الوحيد.
من جهته اعتبر محمد صفا الامين العام لشبكة امان ان الالية يجب ان تكون من ذوي الاختصاص من اطباء و اخصائيين نفسانيين و اجتماعيين و مختصين في العدالة و ليست بحقوقيين فقط.
و شارك في هذه الندوة ممثلين عن الجزائر و تونس وموريطانيا وليبيا ومصر وفلسطين والأردن ولبنان والعراق(اقليم كردستان) والكويت وإيران والبحرين.
وتهدف هذه الندوة إلى الوقوف على حالة البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية التعذيب في المنطقة كما ستتوقف عند تجارب المغرب ودول المنطقة المصادقة على البروتوكول، في مجال التحضير لوضع الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب.
لكن المثير في الندوة هو ان كل المتدخلين العرب عجزروا عن تقديم تجارب بلدانهم لان لا وجود اصلا لاليات الوقاية من التعذيب و هو ما اظهر ان التقاش في المغرب متقدم عن كل المنطقة العربية.