أصدرت غرفة الجنايات المتخصصة في قضايا الارهاب بمحكمة الاستئناف بسلا يوم الخميس الماضي، حكمها بحبس المهدي بنحماد نجل عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والاصلاح، أربع سنوات نافذة، على خلفية محاولته الالتحاق بصفوف" داعش".
التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مع نجل القيادي بحركة التوحيد والاصلاح، افضت الى انه متشبع بالفكر الجهادي المتطرف، وأنه كان يحاول التوجه الى ليبيا وسوريا للإنضمام الى الجماعات المسلحة التابعة لتنظيم " الدولة الاسلامية" المعروف بداعش.
المهدي بنحماد، تم توقيفه على الحدود الجزائرية التونسية شهر يناير الماضي من طرف الشرطة التونسية، وذلك بعدما نجح في تجاوز الحدود المغربية الجزائرية مشيا على الأقدام، ومنها وصل الى الحدود التونسية. الشرطة التونسية وجدت معه هوية جزائرية مزورة، حيث سلمته الى السلطات الجزائرية التي قضى عندها أسبوعا في الاعتقال، وبعد التحقيق معه إعترف بهويته الحقيقية، ليتم تسليمه في حالة إعتقال الى المصالح الأمنية المغربية، والتي بدورها أحالته على النيابة العامة بعدما كشف عن مخططه للإلتحاق بصفوف تنظيم "داعش".
لمعلومات التي تم تداولها خلال فترة المحاكة، تبين ان نجل بنحماد تأثر بالأفكار التكفيرية لعبد الفتاح ابو حفص، عضو جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، والذي قضى سنة من الإعتقال في 2013، بعد الحكم عليه بإحراق بطاقته الوطنية، وإهانة مؤسسات وهيئات منظمة بالقانون، والانتماء الى منظمة عير مرخص لها.
ثقافة التشدد و الانغلاق
المدعو مولاي عمر بنحماد نشر توضيح له بموقع الحركة الدعوية التي تشحن الشباب بافكار الاسلامويين ، أكد فيه أنه فوجئ بالأحكام القاسية التي صدرت في حقه، وبالتهم التي وجهت إليه، قائلا “وهذا الأمر يتابعه المحامي، فإن أنصفه القضاء فليس أول المنصفين”.
وأفاد بنحماد أن المهدي من مواليد 22 يوليوز 1992 يتابع دراسته بكلية الآداب شعبة الدراسات الإسلامية، قائلا “الذي أصابه هو ما أصاب عشرات الشباب لشبهات متعددة، نجتهد وسعنا في دفعها وتبصيرهم بفسادها، فنفلح في ترشيد العديد منهم ونواصل حوارنا مع الباقين، وقد كنت مع ابني في حوار دائم”.
واسترسل المتحدث “وجدت عنده يوما جواز السفر الذي استخرجه من المصالح المختصة دون علمي فسحبته منه، وأخبرني أنه يرغب في السفر ككل الناس، وكنت أخشى عليه السفر خارج المغرب”، مردفا “وفي يوم من الأيام غادر البيت واتصل بعد ذلك ليقول بأنه وصل الجزائر، فاتصلت بالمصالح الأمنية وأخبرتهم بوضعه وبما فعلت معه، ووعدوا بالتحرك للبحث عنه”.
وأضاف بنحماد بعد حوالي أسبوع اتصل بي ليخبرني أنه معتقل في الجزائر وأنه بحاجة لوثائق تثبت هويته وبعدها اتصلت القنصلية المغربية من الجزائر العاصمة وطلبوا مني نفس الوثائق وقمت بإرسال ما طلبوا، واتصلت مجددا بالمصالح الأمنية وأخبرتهم بالمعطيات الجديدة، وبعد أيام اتصلت بي الفرقة الوطنية لتخبرني بأن المهدي موضوع رهن الاعتقال، لنعلم بعد أنه أحيل على سجن سلا2 فوكلت أحد المحامين لمتابعة الملف.