شدد الملك محمد السادس مساء الخميس في خطاب ثورة الملك و الشعب ، على الدور الذي تلعبه الانتخابات المحلية من أجل خدمة الصالح العام ، و هو ما يتطلب من الأحزاب والمرشحين العمل على إقناع الناخبين، بجديتهم وجودة وواقعية برامجهم، وتوضيح الرؤية أمامهم، وحسن التواصل معهم بعيدا على الخطابات الرنانة.
و يرى محللون أن الملك محمد السادس أختار تحميل كل مكونات المجتمع من أحزاب و نقابات و مجتمع مدني مسؤولياتها ، لتعبئة المواطنين و تأطيرهم و محاربة خطابات التيئيس و المقاطعة.
كما حمل المواطن مسؤولية التغيير الى الأفضل من خلال جعل صوته ، أداة للمشاركة الفعالة و التغيير.و اتسم الخطاب بنفس اسلوب خطب هذه السنة من صراحة و بساطة و كلام مباشر لمعالجة الموضوعين الراهنين.
و نبه محللون إلى إشارة الملك محمد السادس إلى خطورة الأوضاع الإقليمية و تنامي عوامل عدم الاستقرار بالمنطقة و هو ما يقتضي التجند و اليقظة لدرئ الأخطار المحدقة بالمملكة. و أكد مراقبون على النظرة الإستباقية للملك محمد السادس، باعتبار ان ما يجري بالمنطقة العربية له تأثير مباشر على الأوضاع بالمغرب، من خلال تدفق اعداد اللاجئين و تسلل عناصر مخربة و اندساس عناصر تحمل فكرا هداما , و هو ما يبرر سياسة أمنية جديدة متمثلة في فرض تأشيرات على مواطني دول شقيقة كسوريا و ليبيا.
" الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب وإنما خدمة المواطن فقط"
و في ما يخص الشأن العام دعا الملك ، فعاليات المجتمع المدني والهيئات النقابية، للانخراط، بقوة، في تعبئة وتشجيع المواطنين على المشاركة في العملية الانتخابية.
و فضل الملك اسلوبا ديداكتيكي مبسط لرفع الخلط الذي يقع فيه المواطن البسيط في علاقته بمؤسسات بلاده و ليفهم دورة كل مؤسسة على حدة في حياته اليومية.
وأشار الملك إلى "السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين"، وقال إنها "تتمثل في كلمة واحدة من ثلاثة حروف (صوت)". مضيفا مخاطبا المواطنين، "إن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداءها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا".
وأضاف الملك محمد السادس "عليكم أن تعرفوا أن انتخاب رئيس الجهة وأعضاء مجلسها بالاقتراع المباشر، يعطيكم سلطة القرار في اختيار من يمثلكم. فعليكم أن تحكموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار. لأنه لن يكون من حقكم غدا، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لكم".
و أكد الملك محمد السادسأن "الانتخابات المقبلة، التي تفصلنا عنها أيام معدودات، ستكون حاسمة لمستقبل المغرب، خاصة في ظل ما يخوله الدستور والقانون من اختصاصات واسعة لمجالس الجهات والجماعات المحلية".
و الغرض من هذا التبسيط في خطاب الملك هو فهم المواطن كيفما كان مستواه الدراسي، أهمية دوره في الظرفية الانتخابية الحالية و كذلك السلطة التي يتوفر عليها و التي يجهلها جل الواطنين.