المندوبية السامية ترصد عدم رضى المغاربة عن حياتهم
نصف المغاربة غير راضين عن حياتهم في أبعادها المادية والاجتماعية والمجتمعية
واحد من أصل ثلاثة مغاربة فقط عبر عن شعوره بالرضى عن حياته
السكن أهم عامل محدد لعدم رضا المغاربة عن حياتهم
الصحة أقل مجال لقي رضا لدى المغاربة ب 8% فقط
72 في المائة غير راضين عن الصحة بالمغرب
55 في المائة غير راضين عن التعليم
1 من أصل 10 مغاربة فقط راض عن دخله
ستكون حكومة عبد الإله ابن كيران أمام تحديات كبرى تهم قياس مدى إرضاء المواطنين المغاربة. ماهية هذه التحديات هي ما كشف عنها, أول أمس بالرباط, المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي من خلال تقديم نتائج البحث الوطني حول ما يصطلح عليه ب"الرفاه" أو بالعيش الكريم.
رغم أن البحث شمل عينة من 3200 فرد تبلغ أعمارهم 15 سنة فما فوق, من بينهم 2080 بالوسط الحضري, فإن المندوب السامي شدد على الفائدة من إلقاء الضوء على موضوع "العيش الكريم" وسؤال المغاربة عنه: "البحث يستمد وجاهة فوائده من ما تتيحه من مساهمة في تنوير أصحاب القرار في اختياراتهم للسياسات العمومية الهادفة إلى تحسين ظروف معيشة السكان بهدف ملاءمة الأهداف المتوخاة مع انتظارات هؤلاء" يشرح لحليمي. أكثر من ذلك, يقترح المندوب السامي اعتماد مستويات رضى الساكنة قياسا للعيش الكريم ليوفر مؤشرا وجيها قد يصبح إذا ما تم تحيينه بصفة منتظمة مرجعا ملائما في التقييم الدوري لنجاعة السياسات العمومية من منظور العيش الكريم للمواطنين.
وعن النتائج التي خلص إليها البحث الوطني, كان لافتا أن يعبر المستجوبون عن أبعاد الحياة التي تشكل بالنسبة لهم مصادر للعيش الكريم, فجاء السكن كأولوية لدى المغاربة متبوعا بالدخل بنسبتي 60 في المائة و45 في المائة على التوالي. في المجال الاجتماعي, تربع الشغل على رأس اهتمامات المستجوبين بنسبة 43 في المائة تليه الصحة ب 32 في المائة, ثم التعليم ب 24 في المائة. أما في المجال المجتمعي, فإن الحياة العائلية والثقافية والروحية والترفيهية تم ذكرها من طرف 29 في المائة من المستجوبين.
على أن مفهوم الرفاه الذي يحققه كل من الأولويات التي جاءت على لسان المستجوبين, شملت السكن الذي يتيح العيش الكريم هو في نظر 60 في المائة من المغاربة السكن الشخصي بالأساس. وتبقى الفوارق المجالية واضحة في تقييم المغاربة للسكن الذي يحقق العيش الكريم, فحوالي 36 في المائة, 55 في المائة بالوسط القروي, يرونه في السكن الذي يتوفر على خدمات الماء والكهرباء والتطهير.
الصحة من الأولويات التي استشهد بها المغاربة من مدخل مجانية الخدمات كأهم عامل محدد للعيش الكريم بالنسبة لنصف المستجوبين "49 في المائة". ومن الطبيعي أن تركز نسبة مهمة بلغت حوالي 38 في المائة على ضرورة قرب المؤسسات الصحية "56 في المائة بالوسط القروي", مع ذكر جودة الخدمات الصحية كأحد العوامل المحددة لكرامة العيش بنسبة 36 في المائة. وإجمالا يصرح لحليمي أن" الصحة كانت أقل مجال لقي رضى لدى المغاربة بنسبة لا تتعدى 8 في المائة مقابل 72 في المائة عبروا عن عدم رضاهم".
من جانب آخر, تبقى الحياة العائلية والمحيط المجتمعي رهينة لدى 8 مغاربة من أصل 10 بالتضامن العائلي وبالنسبة لأزيد من ثلاثة أرباع "76 في المائة" بتوفر البنيات التحتية الاجتماعية والثقافية والترفيهية والنسبة ل 6 مغاربة من أصل 10 "56 في المائة" بالظروف الملائمة لولوج الأنشطة الثقافية والروحية والترفيهية.
نتائج البحث الوطني تشير إلى كون مستوى رضى السكان على عيشهم يتأثر إلى حد كبير بالسن ويرتفع كلما ارتفع المستوى الدراسي والمهني والدخل. هذه الخلاصة تجد لها مسببات من خلال رصد الصعوبات التي تعترض المغاربة في عيشهم اليومي, ولإبرازها ستعمل المندوبية السامية في التخطيط على نشر جزء ثان من البحث يهم هذا الجانب قريبا.