شكل موضوع " التربية الصحية والنفسية للطفل في سن المراهقة وانعكاسها على التحصيل الدراسي " ،محور ندوة علمية ثقافية نظمت مؤخرا بالرباط وذلك بمشاركة أطباء وخبراء في علم النفس الاجتماعي.
وقد شارك في هذه الندوة التي نظمتها إدارة مؤسسة الإعدادية العلمية أكدال بالرباط، كل من الدكتورة أمينة عراقي، طبيبة الأمراض الجلدية وواعظة بالمجلس العلمي بالرباط بموضوع "الوقاية خير من العلاج"، والدكتورة سعيدة عميري أستاذة علم النفس الاجتماعي بكلية علوم التربية بالرباط بموضوع "الآثار السلبية لسوء استخدام وسائل الاتصال عبر الأنترنيت على الصحة النفسية للمراهق"، والدكتور محمد زكرياء بشرة رئيس قسم الأمراض النفسية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بموضوع "تطور شخصية الطفل في سن المراهقة"."
وأكدت الدكتورة العراقي في مداخلتها خلال هذا اللقاء الذي حضره مهتمون بالشأن التربوي وأطر المؤسسة وآباء وأولياء التلاميذ على أهمية التربية الصحية ومساهمتها في تحقيق التفوق في المسار التعليمي بالنسبة للطفل المراهق ،داعية إلى تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بشكل منتظم والحرص على ضمان التغذية السليمة لهم.
وشددت على الأدوار الطلائعية التي تضطلع بها المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام في نشر القيم الايجابية داخل المجتمع وكذا التحسيس بخطورة بعض الآفات والأمراض من قبيل التدخين والسيدا.
من جانبها أبرزت الدكتورة عميري في مداخلتها نتائج دراسة استكشافية أولية حول تقييم مخاطر استعمال الوسائل الالكترونية الحديثة شملت عينة تتكون من 210 مراهقا تترواح أعمارهم
. ما بين 10 و 19 سنة
وأوضحت أن الدراسة كشفت أن تنامي الاقبال على استخدام الهواتف الذكية والحواسيب واللوحات الالتكرونية تكون له انعكاسات سلبية على الأطفال في سن المراهقة كالاستعمال المرضي لهذه الوسائل والادمان عليها إضافة إلى إضعاف الملكات الذكائية لديهم ،داعية الى تقنين الاستخدام لوسائل الاتصال الحديثة كما وكيفا للحيلولة دون ضياع الأطفال في عالم شبكات التواصل الاجتماعي.
من جهته أكد الدكتور محمد زكرياء بشرة ان مرحلة المراهقة، التي تعد مرحلة طبيعية في مسار تطور شخصية الانسان، تتميز بالعطاء في مختلف المجالات مستعرضا نماذج من شخصيات ادبية ورياضية مرموقة فرضت نفسها منذ سن السابعة عشرة كفيكتور هيغو وطه حسين واللاعب الدولي للتنس رافائيل ناضال وغيرهم.
ودعا الآباء والامهات الى نهج اسلوب الحوار المبني على الاحترام المتبادل مع الابناء قبل بلوغهم سن المراهقة، مبرزا كذلك أهمية تشجيع الناشئة على الاقبال على المعرفة الهادفة ككتابة الشعر والرسم وممارسة الرياضة في هذه المرحلة وذلك لتفادي آفة الانحراف وبالتالي تجاوز مرحلة المراهقة بسلام وضمان مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة وللمجتمع ككل.
وكان مدير المؤسسة السيد ماجد خناس الذي قام بتسيير اشغال الندوة قد أكد في مستهل هذا اللقاء أن تنظيم الندوة يتوخى التحسيس بأهمية التربية الصحية والنفسية للطفل في سن المراهقة، والمساهمة في البحث عن حلول ناجعة تساعد على ضمان التكامل الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي للطفل في هذا السن مما ينعكس إيجابيا على التحصيل الدراسي للتلميذ ومستقبله.
وقد تضمن برنامج هذا اللقاء الثقافي، الذي نظم بقاعة علال الفاسي بأكدال، فقرات فنية أداها تلاميذ المؤسسة علاوة على معرض للوحات التشكيلية من إبداع التلاميذ .وتوج اللقاء بتسليم جوائز تقديرية على المتفوقين منهم الذين تركزت رسوماتهم ،على موضوع سن المراهقة وتعزيز قيم التعاون والتضامن بين الأطفال.
(أبو إيمان)