كلمة لابد منها
يبدو أن عدوى زلات اللسان أصابت الوزراء الغير المنتمين للعدالة و التنمية. محمد الوفا بعد ان أصبح نجما لموقع يوتوب من خلال كليب "قسم حدا قسم" و فيلم " المدير و صاحبتو" قرر ان يخضع لسانه السليط للراحة البيولوجية. فلسانه و قفشاته الحامضة سببت له المتاعب مؤخرا.
محمد الوفا قفشاته بريئة في الحقيقة و لا تحمل خلفية إديولوجية كزملائة في العدالة و التنمية. فإبن المدينة الحمراء كعادة أهلها هم أصحاب نكتة، و يميلون إالى خفة الظل و البعد عن التجهم و الانكماش. و هم أيضا سليطوا اللسان و يمتازون بقوة الشكيمة، لكن في إطار الاصالة و المعين المغربي القح.
و إضراب الوفا عن الكلام للصحافة سوف يسحب نوعا من الألفة و الفرجة لحكومة بنكيران المتجهمة و المكتئبة. و كان الملك الراحل الحسن الثاني خبيرا بطباع المراكشيين و يفهمهم أكثر من غيرهم، وقد اتخذ من بينهم المؤنسين و الندماء من الشعراء و أصحاب النكتة لكونهم لا يقدر عليهم أحد في هذا الباب.
للوفا كوزير حسناته و سيئاته ، لكن كلامه و سرعة بديهته الشعبية تثبث أن الرجل يتكلم على الفطرة و لا يقصد ان يجرح أحدا. و إذا كان البعض يطالب بإقالة الوفا من وزارة التربية التي تحولت لوزارة قلة التربية. فإننا ننتظر منه ردا واحدا على الاقل يجيبنا عليه و لو تطلب الأمر تكليف فريق برلماني لاستدعائه للبرلمان.
فما عساه يقول لنا عن في حكم تهييأ "المسمن و البرارد ديال أتاي" في حجرات الدراسة في مدرسة ابتدائية كادت تتحول إلى رماد بسب قنينة غاز.
الجواب الشافي لا يمكن ان يعطيه إلا محمد الوفا و ليس غيره. فقد سمعنا عن المعلمات التي تقشرن البطاطة و الجلبانة في القسم و سمعنا عن من تنسجن التريكو بينما التلاميذ يقمن بالتمارين، لكن أول مرة نسمع عن المسمن و أتاي في الحجرات.
الوفا الذي قرر أن يضع اللصاق على فمه لايعدو ذلك إلا استراحة محارب، فسرعان ما ستنفك عقدة لسانه و يعود لعادته القديمة في اول مواجهة لأن اللسان الطويل لا يستطيع السكوت.