في إطار تفعيل استراتيجيته التأطيرية المناطقية في مجال الثقافة والمعرفة والتنمية نظم منتدى 'كفاءات من أجل المغرب' بمدينة تارجيست لقاء تواصليا مفتوحا مع فعاليات الشباب وناشطين ومهتمين بالشأن التنموي والجمعوي تحت عنوان 'التنمية المحلية و أدوار الفاعلين: قراءة في دور الشباب بمنطقة الريف' يوم السبت 13أكتوبر 2012، بقاعة مكتبة البلدية بتارجيست، والذي أطره مجموعة من الباحثين الأكاديميين ومسؤولي هيئات و منظمات مدنية فاعلة في المشهد الوطني.
وقد عرف اللقاء مشاركة الدكتور عبد الفتاح البلعمشي نائب رئيس منتدى 'كفاءات من أجل المغرب' والاستاذ الأستاذ عبد الخالق الشلحي المختص في سوسيولوجيا الهجرة ورئيس رابطة مغاربة العالم، والدكتور خالد بنجدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة عبد المالك السعدي، والدكتور عبد العالي بنيعيش رئيس مركز ابن رشد للدراسات الفكرية والأبحاث الفقهية المعاصرة وممثل منتدى كفاءات بمدينة تارجيست الاستاذ الحسين بنعبد النبي، وترأس أشغال الندوة الاستاذ علي أحرموش.
عبد الخالق الشلحي تطرق إلى بيان وضعية الجالية المغربية بالخارج وما تشكله من ثقل وأهمية سوسيواقتصادية، معبرا عن الأسف لعدم مواكبة المؤسسات الرسمية المختصة بالجالية لهموم ومشكلات وتطلعات الجالية، التي تراجع دعمها للتنمية المحلية خصوصا في إبان ما بات يعرف بالأزمة المالية العالمية، مما يستدعي ضرورة إعادة هيكلتها وتجديد وظائفها ضمن رؤية وطنية تعزز وتقدر مساهمات جاليتنا بالخارج، في المناطق التي تعتبر أكبر مصدر لها، والمتواجدة عادة في المغرب العميق، الذي تحتل منطقة الريف ومدينة تارجيست تحديدا مراتب متقدمة في هذا الإطار، والتي تحتاج بالأساس إلى مقاربة تعتمد القرب والمواكبة المباشرة والاستجابة السريعة لمتطلبات وإكراهات التنمية.
الدكتورعبد الفتاح البلعمشي، نائب رئيس منتدى كفاءات من أجل المغرب، دعا إلى استثمار آليات ومجهودات "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" وتقريبه للمواطن الريفي للاستفادة منه محليا، قائلا:
"إن دسترة الامازيغية في دستور 2012م والتراكم الذي حققه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يستدعي التفكير جديا في تأسيس فروع جهوية لهذا المعهد على صعيد منطقة الريف، ومنطقة سوس، ومنطقة الأطلس، لإتاحة فرص جديدة للشباب والساكنة من الاستفادة والتفاعل مع أهدافه في هذه المناطق التي تختزن ولازالت تحافظ هذا الموروث الحضاري والثقافي للمغاربة"
كما أكد على ضرورة إفراز هذا اللقاء لخطط عملية وتوصيات تساهم في تشجيع الشباب على الانخراط في تدبير شؤون المجال الترابي المحلي، واعتبر أن التنمية المجالية ليست دائما اقتصادية واجتماعية رغم أهمية الطرق والمدارس والمستشفيات.. فتلك حقوق وجب التعاطي معها ضمن استراتيجية الدولة والإدارة، دون إغفال التنمية الثقافية والفكرية وتعزيز قدرات الشباب في مجال المعرفة للدفاع عنها، وأضاف بان اعتماد التأطير المعرفي والعلمي لأبناء المنطقة أساس للتقدم نحو الأمام.
الدكتور خالد بنجدي أستاذ بكلية الحقوق بتطوان، ركز في العرض الأكاديمي على بعض المفاهيم التي تبرز حدود وأبعاد التنمية وجدليتها مع غايات المشاركة السياسية، واعتبر الكتلة الناخبة للشباب طاقة وطنية غير مفعلة، وتهدر الكثير من الفرص التنموية المحلية والوطنية حين تتراجع عن تحمل المسؤولية، مؤكدا على تجديد هذا الدور في أفق تحقيق رهان التنمية المحلية.
كما أكد على أن المعطى الثقافي وتحريك المؤسسات العلمية من عوامل البناء الفكري التنموي العلمي القادر على التأثير في سياسة تدبير الشأن المحلي محفزا شباب المنطقة على الانخراط والمساهمة في بناء المجتمع السياسي.
الدكتورعبد العلي بنيعيش رئيس مركز ابن رشد للدراسات الفكرية والأبحاث الفقهية المعاصرة في مداخلته بعنوان :'الديموقراطية التشاركية و تحول الفاعل المحلي إلى مشروع ابتكار وانتزاع الضغط المركزي'، تحدث من خلال أربعة محاور قاربت
الإطار القانوني والحقوقي للديموقراطية التشاركية
ثم الإطار المفاهيمي للتشاركية ومقتضياتها وتبدلاتها السياسية و التمثيلية
وفي المحور الثالث ركز على الانتقال من مقاربة الإشكالات والاقتصار على الاحتجاج إلى تطوير المهارات الفردية والجماعية اعتماد مقاربة المناهج العلمية وقطبية الكفاءات المجتمعية
واختتم المحور الرابع بعرض نموذج تجربة إبداعية في العمل التشاركي التحاوري (تجربة مدينة بوتوأليغري البرازيلية)
واعتبر الديموقراطية التشاركية كمظهر حداثي مدني محدد أساسي في تدبير الشأن المحلي وقوة نوعية في تحقيق التحول الإيجابي السريع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والفكري...
الاستاذ الحسين عبد النبي ممثل منتدى كفاءات من أجل المغرب بتارجيست حث شباب المدينة على المساهمة في تنميتها وتطويرها وتجاوز مشكلاتها وتحدياتها، معتبرا أن التطور الذي يعرفه المغرب على مستوى التنمية والمشاريع الكبرى أو على مستوى التشريع وإقرار جهوية متقدمة يتطلب أيضا نهضة مجتمعية مدافعة عن المكاسب وضاغطة من أجل مواجهة المعيقات الذاتية والموضوعية التي تهمش المنطقة، معتبرا المدخل الشبابي من أهم مداخل الاصلاح بشرط أن يساهم في تعزيز مؤهلاته وقدراته للاضطلاع بمهامه في خدمة الوطن
وفي ختام اللقاء تقدم أحد رموز مدينة تارجيست التاريخية الحاج 'محمد البركة' بإفادة الحاضرين من خلال التعريف بالمدينة وخصوصيتها ومميزاتها، طارحا العديد من المعلومات القيمية تاريخيا وجغرافيا وغيرها عن هذه المدينة.