ينظم مركز الشروق للديمقراطية و الإعلام وحقوق الإنسان بتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية و العلوم و الثقافة، ندوة إقليمية حول موضوع " الإعلام العربي في زمن التحولات..هل انتصر للمهنية أم أجج الفتن؟"، و ذلك بمشاركة نخبة من المفكرين و الإعلاميين و الحقوقيين و الجامعيين و فعاليات من المجتمع المدني من الوطن العربي. و ذلك أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء 15 و 16 و 17 أكتوبر 2012، بمقر الإيسيسكو الكائن بحي الرياض بالرباط.
تستهدف هذه الندوة مساءلة تجربة الإعلام العربي و مرافقة دوره فيما أصبح ينعت بالربيع العربي أو الديمقراطي، كما تستهدف تعميق النقاش أخلاقيات ممارسة الصحافة و سؤال الحيادية و المهنية التي يتوجب نقلها من شعار إلى سلوك يومي في ممارسة المهنة، و بخاصة أن الإعلامي و وسائل الإعلام العربية كان لها تأثير كبير في أكثر من دولة، على صناعة القرار و الاستقرار و التنمية في شكلها العام.
إن ما عرفته المنطقة العربية من الماء إلى الماء، يدعو و بإلحاح إلى فتح نقاش جريء و صريح حول الفضائيات و وسائل الإعلام بالمنطقة، يتناول تشخيصا لمهنيتها و دورها في تأجيج الفورة الشعبية، و التأثير في السلوك المجتمعي العام، و تقييم ما إذا انتصرت للمهنية و صون الوحدة داخل الدول المعنية و المنطقة إجمالا، أم أنها تنحو لإثارة الفتنة و التفرقة بدافع البحث عن أعلى نسب مشاهدة أو مقروئية أو لأسباب أخرى تتأرجح بين الإضمار و الإعلان؟
كما تنشغل هذه الندوة أيضا بالبحث في أسئلة السيناريوهات الممكنة لما بعد نجاح أو "محدودية" نجاح الحراك الشعبي في البناء الديمقراطي، مع التركيز على موقع الإعلام في بناء مستقبل المنطقة العربية في ظل المتغيرات الجديدة. و بذلك يغدو فتح نقاش جدي و رصين حول الإعلام العربي في ظل الحراك و التحول ضرورة مهمة و استراتيجية بالنسبة للفاعل الإعلامي و السياسي و المدني و الجامعي، و لعموم المنشغلين بحال و مآل الوطن العربي، من أجل تجاوز الالتباس و صياغة مشاريع الفعل و التجاوز، التي تفيد حتما في بلورة مشروع مجتمعي متقدم في النوع و الدرجة.
إن الحاجة اليوم، و في وطن عربي يوصف في كثير من الأحيان، بأنه "مأزوم و في مفترق الطرق"، تستوجب البحث عن نموذج إعلامي ينتصر للمهنية لا يؤجج الفتن، و يتغذى على تعميق الجراح بدل الإسهام في حلها، فالشرط الإعلامي و السياسي و الاجتماعي يلح علينا جميعا إعادة النظر في كثير من اليقينيات، و اعتماد سياسة مراجعات و لربما انضواءات جديدة، لكسب تحديات فوق المتوقع و المحتمل
لكل هذه الاعتبارات يحاول مركز الشروق للديمقراطية و الإعلام وحقوق الإنسان بمعية شركائه و في مقدمتهم منظمة الإيسيسكو، و باقي المفكرين و الجامعيين و الفاعلين المدنيين، الإسهام في الانتقال بالنقاش الذي يستهدف الإعلام العربي، من مستوى التلقي الانطباعي أو الرفض المغالي، إلى مستوى التشريح و التدقيق، أملا في الفهم و التفسير، انطلاقا بالطبع مما تثيره تلك الأسئلة المار ذكرها، التي تسائل الإعلام العربي واقعا و آفاقا، حالا و مآلا.
جدير بالذكر أن فعاليات هذه الندوة ستعرف جلسة افتتاحية مساء الاثنين 15 أكتوبر 2012 ابتداء من الساعة السادسة مساء بمقر الإيسيسكو، يشارك فيها كل من الأستاذ محمد أوجار مركز الشروق للديمقراطية و الإعلام وحقوق الإنسان، و الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للإيسيسكو و الأستاذ مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية و الأستاذ مصطفى سواق المدير العام لقناة الجزيرة و الأستاذ عبد الرحمن الراشد المدير العام لقناة العربية و الأستاذ حسن الراشدي مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام.