كشفت الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة البلجيكية بروكسيل و قبلها هجمات باريس، واقعا مريرا و هو ارتباط منفذي الهجمات بشبكات التطرف و التشدد الديني التي تستقطب شباب الضواحي البئيسة و المنحرفين و خريجي السجون من بين أبناء المهاجرين.
ويعتقد أن منفذي هجمات بروكسيل التي تم تحديد هوية اثنين منهم و هما الأخوان إبراهيم وخالد البكراوي المقيمان ببروكسل والمعروفان لدى الشرطة البلجيكية بسوابقها الإجرامية، هم من المستقطبين من طرف الشبكات المحلية لاستقطاب الجهاديين. كما يظهر ذلك أن مخلفات شبكات بليرج ببلجيكا ما زالت تشتغل، مستغلة تراخي الأجهزة الأمنية البلجيكية و تغاضي السلطات عن التعامل بحزم مع عدد من المتطرفين و حتى العائدين من بؤر التوتر كسوريا و ليبيا ، حيث يدخلون و يخرجون بكل حرية.
وتحول حي "مولنبيك" الى ما يشبه دولة داخل دولة لها قوانينها الخاصة، يصول و يجول فيها المتطرفون و مهربو السلاح و المتاجرون في المخدرات، حيث يتم الانتقال من الإجرام الى الإرهاب بين عشية و ضحاها. و كشفت قضية بليرج ببلجيكا و العمليات الاجرامية التي قامت بها الشبكة لتمويل مشروعها ، دون ان تتحرك السلطات البلجيكية، ضعفا و تقصيرا يؤدي الى انتشار شبكات اجرامية ارهابية تنسج خيوطها كالعنكبوت بكل دول اوروبا مستغلة تواجد المهاجرين و المساجد و المهربين.
و لم يعد التهديد الارهابي الذي ضرب فرنسا و بلجيكا حبيس هاذين البلدين، بل أصبح يهدد أوروبا بأكملها اليوم. فما وقع ببروكسيل الثلاثاء يمكن ان يقع غدا بالمانيا او هولندا. فهذه الشبكات أصبحت اليوم تهدد أوروبا بكاملها و هو ما انتبهت له هذه الدول متأخرة بعد سنوات من سياسة غمض الأعين.
ويبقى عثور المحققين بعد مداهمة وكر على راية تنظيم "الدولة الإسلامية" وعلى بندقية وأجهزة تفجير وبصمات أصابع صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس والذي ألقي القبض عليه بعد ذلك بثلاثة أيام، دليلا على مدى سهولة انغماس هذه الخلاليا بسهولة وسط السكان و تخطيطها بكل أمان لهجماتها الغادرة.