أصدر جان لويس دوبري، رئيس المجلس الدستوري الفرنسي ما بين 2007 و2016، كتابا تحت عنوان "ما لا أستطيع أن أقوله" خصصه لحياته المهنية، وتضمن الكتاب فقرة مهمة عن الحوار الذي دار بينه وبين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم التاسع من دجنبر الماضي، ومضامين هذا الحوار تحيل على الوضع الصحي المتردي لبوتفليقة وتطرح العديد من الأسئلة هل بإمكانه وهو بهذه الحالة أن يسير دولة؟

 

وقال دوبري في كتابه "لقد استقبلني في قصره، الموجود إلى حد ما خارج العاصمة الجزائر، المحاط بحراسة مشددة. وهي إقامة للتطبيب كما قيل. كان ممددا في أريكته، متعب جدا، وصوته ضعيف بشكل كبير. وقد وضعوا ميكروفونا صغيرا قريبا من فمه حتى يتم سماع صوته. كانت لديه صعوبات في التعبير. وفي مرات عديدة كان يتوقف عن الكلام ليأخذ جرعة ماء. ولقد بذلت جهدا مضاعفا كي أفهمه. وأشار إلى انه لديه تقدير كبير لجدي وأيضا لوالدي. وتحدث عن عدم تفاهمه مع هذا الأخير غير أنه يحترمه".

 

وتابع دوبري، وزير الداخلية الأسبق، ان بوتفليقة سأله عن جديد الرئيس الأسبق جاك شيراك، مشيرا إلى أنه ربطته علاقات قوية معه الرئيس شيراك وأنه استطاع أن يفتح معه علاقات جيدة بين فرنسا والجزائر.

 

وفيما يتعلق بفرنسوا هولند قال بوتفليقة إنه لم يكن يعرفه قبل انتخابه رئيسا لكن فوجئ بعقله المنفتح. وحيا بوتفليقة التدخل الفرنسي في مالي، قائلا إنه يعرف أن هذا التدخل تم انتقاده من قبل الكثير من الناس غير أنه يحييه، وبالنسبة لسوريا نصح فرنسا أن لا تتدخل بريا في هذا البلد.

 

وتضمن الكتاب سؤالا مهما: هل بوتفليقة يتوفر على القدرات لحكم الجزائر؟ ويكتب دوبري: هذا هو السؤال الذي طرحته طوال المساء الذي جمعني بالرئيس الجزائري. طبعا يتوفر على معلومات جيدة حول الوضع العالمي. لكن الرجل الذي كان متضايقا خلال ساعة من الحوار ليس سوى الستار الذي من خلفه يوجد رجال ومجموعات تريد الاحتفاظ بالحكم لأطول مدة.

 

ويخلص دوبري إلى ان الاحتفاظ ببوتفليقة في الحكم ليس سوى من أجل تفادي الصراع حول خلافته التي يمكن أن تضعف البلاد التي تعاني أصلا خصوصا مع انهيار أسعار البترول حيث تعاني الجزائر من صعوبات اقتصادية واجتماعية وهي البلد الذي تتصاعد فيه ظاهرة الإسلام الراديكالي.