كشفت معطيات دقيقة في قضية انتحاريات تنظيم داعش العشرة، اللواتي تم القبض عليهن صبيحة يوم الاثنين في عدد من المدن المغربية، أن المخطط الذي تم التحضير له بعناية فائقة، وبتوجيهات من قيادة داعش، كان يقوم على غرار العمليات الانتحارية التي تنفذها “جهاديات بوكو حرام”، في نيجيريا، وعدد من الدول الإفريقية الأخرى.
ومن خلال النتائج الأولية للأبحاث الميدانية، يتبين أن المخطط الذي سارت عليه “انتحاريات داعش بالمغرب”، كان يشبه كثيرا مخطط إحدى الخلايا الإرهابية، التي تم تفكيكها بفرنسا في أوائل شهر شتنبر الماضي، والتي تبين أنها تضم عناصر نسوية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وكانت تستعد لضرب العاصمة الفرنسية باريس، من خلال عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، تستهدف مناطق حساسة، حيث اعتقلت ثلاث نساء لتورطهن في واقعة محاولة تفجير باريس بقنينات الغاز المخبئة في صندوق سيارة.
وتتكون خلية الانتحاريات من عشر فتيات، من بينهن قاصرات، مواليات لهذا التنظيم، ينشطن بمدن القنيطرة وطانطان وسيدي سليمان وسلا وطنجة وأولاد تايمة وزاكورة وسيدى الطيبي . والخطير أن هذه العملية أسفرت عن حجز مواد كيماوية يشتبه في استعمالها في صناعة المتفجرات لدى إحدى المشتبه فيهن.
وبالموازاة مع ذلك، تم تكليف بعض عناصر هذه الخلية بمهمة تجنيد نساء بهدف تعزيز صفوف “داعش” بالساحة السورية العراقية، تماشيا مع استراتيجيته التي تهدف إلى توسيع دائرة الاستقطاب داخل مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، لتعزيز دولة خلافته المزعومة، موظفا في ذلك تقاطع مشروعه هذا مع الخلفية الإيديولوجية للعديد من الجماعات الإسلامية التي شكلت دائما حاضنة أولية للعديد من العناصر المتورطة في قضايا متعلقة بالإرهاب.
وتفيد نفس المعطيات ان القاصر المغربية التي ظهرت على شاشات القنوات الرسمية ترتدي النقاب ، تدعى جميلة "ا. ش". أما القاصرتين، اللواتي لا تتجاوزن سن 17، فتقطنان بحي سيدي الطيبي العشوائي نواحي مدينة القنيطيرة، إحداهن أخت معتقل سلفي لمدان بالسجن بتهمة تورطه في تزعم خلية "أنصار الشريعة" ، وهي في الوقت ذاته زوجة معتقل في سجن القنيطرة مدان تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب.
وتساءل هذه الواقعة كل مكونات المجتمع حول مسؤولية الجميع في مواجهة الدور الخطير الذي يقوم به تنظيم "داعش" في المغرب عبر استغلال قاصرين من الجنسين لتوريطهم في قضايا الإرهاب مستغلا غياب الوعي و حب الاستطلاع و الاندفاع. كما لا بد من توجيه اللوم للآباء و الأسر التي تخلت عن ابنائها للشارع و مواقع التواصل الاجتماعي دون تأطيرهم و توجيههم. كما يتحمل المثقفون و صناع الرأي بالمغرب كل المسؤولية لسكوتهم عن هذا السرطان الذي ينخر المجتمع سواء كان تطرفا او جنوحا و انحراف او انتشارا للمخدرات في وسط الشباب.