اتهمت منظمة "أمنستي" الحكومة المغربية من خلال قطاع الاتصال بعدم التواصل معها قبل نشر التحقيق الذي اثار كثرا من الجدل. وقالت امنستي إنّها قد أخبرت الحكومة المغربية من خلال مراسلة خمسة مسؤولين قبل نشر التقرير في رسالة رسمية أُرسِلَت عبر البريد الإلكتروني، عدّدت فيها مجموعة من الأسئلة إلى الحكومة المغربية، ملتزمة بنشر أيّ ردّ منها في نسخة التقرير النهائية، وانتظرت أسبوعين دون التوصّل بجواب على هذا الطلب.
ويبدو ان الوزير الوصي على قطاع الاتصال و الثقافة و الشباب و الرياضة ليس على علم و لا يريد معرفة ما يدور في فلك قطاعاته الوزارية و منها الاتصال، الذي اصبح كقرية خاوية على عروشها لا يجيب على أي اتصال و لا أي بريد الكتروني مند مدة. عثمان الفردوس لبس منصبا اكبر منه بكثير و اصبح اليوم في قلب مسؤولية التواصل الحكومي في قضية امنستي. فالقضية تهم تواصل دولة و مصالحها الاستراتيجية و ليس مجرد قطاع وزاري يخلد عدد من مسؤوليه للنوم في مكاتبهم. فالعلاقات العامة من اختصاص قطاعه الوزاري خصوصا مع جهة اجنبية. اما قضية اغداق الملايين على جمعية للناشرين تأسست في الليل و تضم والد الوزيرمدير نشر رسالة الامة فهي قضية اخرى تصب في صلب مبدأ تقارب المصالح.
رسالة امنستي اضهرت الحجم الحقيقي للتواصل الحكومي المتخادل الذي عرته جائحة كورونا، و كيف تحول موظفون فاشلون ومديرون بدون كفاءة لمدبجي بلاغات دولة بحجم المغرب.
وفي موضوع امنستي و هو موضوع الساعة فقد اعتبرت منظمة العفو الدولية في ردها الاخير ردود الحكومة، و"السلطات المغربية"، حول تحقيقها الذي يتضمّن اتّهامات بـ"التجسّس على هاتف الصحافي عمر الراضي ببرمجية إسرائيلية"، "حملة تشهير موجَّهَة إلى الفرع المغربي لمنظمة العفو الدولية في الرباط، تبين مدى عدم التسامح الذي تبرزه هذه السلطات مع انتقاد سجلها في مجال حقوق الإنسان." وقالت "أمنستي" إنّها قد بعثت الجمعة رسالة إلى الحكومة المغربية تؤكد فيها صحَّةَ النتائج التي خلص إليها بحث المنظمة حول "وضع الصحافي المستقل عمر الراضي تحت المراقبة غير القانونية"، وتقدم مزيداً من التفاصيل حول منهجية البحث لديها.
وجاء في هذه الرسالة المفتوحة الموجَّهَة إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أنّ "أمنستي" "قد علمت اليوم (3 يوليوز) أنّ سفارة المغرب بالعاصمة البريطانية لندن قد وجَّهَت رسالة يوم فاتح يوليوز الجاري إلى سكرتارية منظمة العفو الدولية، لكنّها وجّهت خطأ إلى فرع بريطانيا من المنظمة، وبفعل جائحة كورونا وإغلاق مكاتب أمنستي، لم تتوصّل بها".