تعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على تكوين عدد من المكونين داخل المؤسسات التعليمية في مجال حماية التلاميذ من التحرش السيبراني وضد التنمر في الوسط المدرسي، بهدف خلق فضاء آمن داخل المؤسسات التعليمية.
وأكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الخميس 04 مارس 2024 خلال قيامه بزيارة تفقدية لسير الورشات التكوينية لتكوين المكونين في مجال تحسين البيئة المدرسية، أن هذه الورشات تدخل ضمن عمل وقائي وتحسيسي، بهدف إيجاد حلول لمواكبة التلاميذ ضحايا هذا النوع من التحرش أو التنمر.
وتهم هذه العملية في الوقت الحالي، يضيف الوزير، في تصريح للصحافة، "جزءً من الأساتذة داخل المؤسسات المعنية والذين يعدون نواة خلايا الإنصات والوساطة"، بينهم أساتذة ومستشارون في التوجيه ومساعدون اجتماعيون.
وستستفيد 700 مؤسسة إعدادية معنية بهذه التكوينات من هذا البرنامج على مراحل، وفق ما أكده وزير التربية الوطنية، مشيرا إلى أن هذا التكوين الذي انطلق الاثنين 04 مارس 2024، بمركز التكوينات والملتقيات الوطنية بالرباط، يتم بشراكة مع عدد من الجهات المعنية؛ على رأسها مصالح الشرطة والدرك الملكي والمرصد الوطني لحقوق الطفل ومركز ReSIS.
ويعد هذا المشروع، وفق الوزارة، خطة للوقاية من التحرش السيبراني والتنمر الإلكتروني في الوسط المدرسي، عبر استهداف 2191 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي بجميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على مدى ثلاث سنوات إلى غاية سنة 2026، فضلا عن تكوين 6579 مؤطرا بمعدل 3 أشخاص من كل مؤسسة تعليمية (أستاذ ومختص الدعم التربوي وموجه).
كما يشمل تنظيم دورات تكوينية خاصة بالوقاية من التحرش وتطوير المهارات النفسية والاجتماعية للتلميذات والتلاميذ، مع تكوين تلاميذ سفراء في هذا المجال داخل المؤسسات التعليمية (الثانويات الإعدادية)، كما سيتم العمل على صياغة وتنفيذ بروتوكول للتعامل مع حالات التحرش داخل المؤسسات التعليمية.
وفي هذا الإطار، أوضحت إلهام لعزيز، مديرة برنامج "جيني" بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الهدف من هذا التكوين يكمن في تحسين المناخ المدرسي عبر خلق وحدات تروم محاربة التحرش السيبراني والعنف المدرسي بين التلاميذ وبين التلاميذ والأطر.
وأبرزت لعزيز، في تصريح لـSNRTnews، أن الوزارة تبحث عن الطريقة المناسبة لحل المشاكل التي يواجهها التلاميذ على مستوى التحرش والتنمر من أجل مواكبتهم وتقديم الدعم المعنوي والنفسي.
وأضافت أن الوزارة تسعى إلى التمكن من خلق خلايا للإنصات بالإعداديات المعنية على مدى 3 سنوات من أجل التقليل من مشاكل العنف المدرسي داخل كل إعدادية.
وبالإضافة إلى الأطر التعليمية، سيتم كذلك، وفق لعزيز، تحسيس التلاميذ وأولياء أمورهم بأهمية الحد من التنمر والتحرش السيبراني، وتفعيل الحلول داخل المدرسة، من أجل التصدي لكل الآفات التي تهدد أمن وسلامة التلميذات والتلاميذ.
وتستند هذه الورشات على المكتسبات التي تم تحقيقها من خلال المشروعين التجريبيين حول محاربة التحرش السيبراني والتنمر في الوسط المدرسي في كل من الأكاديميتين الجهويتين للرباط سلا القنيطرة وطنجة تطوان الحسيمة خلال الموسمين الدراسيين 2021/2022 و2022/2023.
ويستفيد الأساتذة المعنيون بهذا التكوين من 5 أيام تكوينية من 04 إلى 08 مارس 2024، تحت إشراف خبيرة من مركز الموارد والدراسات المنهجية لمكافحة التنمر، بالإضافة إلى مداخلات من طرف ممثلين عن كل من وكالة التنمية الرقمية والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي والمرصد الوطني لحقوق الطفل، سيتلقون خلالها أسسا نظرية، وتعليمات وتوجيهات عملية بغرض تكوين الفرق المعنية بالتعامل مع حالات التنمر على مستوى المؤسسات المستهدفة، وفق طريقة الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى طرق الحماية والتعامل مع حالات التحرش السيبراني، كما سيتم تتبع تنفيذ المشروع وتقييم أثره داخل المؤسسات بصفة فعلية.