حوادث القطارات ..علامة الحكومات" المنحوسة"
محمد سليكي – صحفي
يبدوا أن"النحس"بات يسكن حكومة عبد الاله بنكيران منذ أن جلس وزراؤها على كرسي السلطة قبل ثلاثة سنوات مضت من عمرها، وهي قناعة ترتبت لدى عدد من المغاربة ليس بسب غرق أرجل الحكومة في أكثر من بركة وحل، ولكن بسب الكوارث التي حلت بالبلاد والعباد منذ مقدمها.
فاجعة"تناطح" قطارين وفي عز نهار أول أمس الأربعاء وما خلفته من ضحايا وذعر في صفوف ركاب قطارات لخيلع، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن" النحس" وراء مصيبة"زناتة" و تسونامي الشتاء الماضي وحوادث السير في الأرض والبحر والسماء وما تظنون..
ليس طبيعيا أن تتوالى المصائب والكوارث على حكومة " لفقي" عبد الاله بنكيران بدون "نحس"اختلط بعملها، وهو الذي لا تفارق السبحة يمناه تعوذا وذكرا، إلى جانب علبته السوداء وزير الدولة عبد الله باها.
سابقة حادثة"زناتة"المرعبة، لم تكن هي الأولى في سجل مصائب حوادث قطارات لخيلع القاتلة منذ تسمية ما يمكن نعتها بالحكومة"المنحوسة"، وتولي الوزير عبد العزيز الرباح المنحذر من ضواحي دار الكداري، وزارة النقل والتجهيز واللوجيستك.. طلما أن حوادث القطارات في ثقافة العديد من الشعوب خاصة العربية علامة الحكومة" المنحوسة"...
ففي الثاني والعشرون من شهر ماي من عام 2012 ، سيفجع المغاربة في مصرع أربعة تلاميذ وإصابة 16 آخرين بجروح٬ خمسة منهم سجلوا في جناح الخطر،عندما دهس قطار للمسافرين كان متوجها إلى فاس، حافلة للنقل المدرسي كانت تقلهم على مستوى أولاد حسون الحمري قرب مدينة ابن جرير( 60 كلم من مراكش).
وقتها نزل نصف أعضاء الحكومة تقريبا، ومن بينهم الوزير الرباح إلى صخور الرحامنة لتشييع شهداء الفاجعة إلى مثواهم الأخير ومواساة المصابين وعائلاتهم والظهور أمام المغاربة كحكومة "تشارك" المواطنين أحزانهم ودموعهم.. بل لوح عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة بـ"الاستقالة" إن تكررت فاجعة من فواجع حوادث السكك الحديدة التي يتحمل مسؤوليتها السياسية الوزير الرباح والحكومة متضامنة.
لكن ماذا حصل؟، فبعد اقل من نصف العام على تلويح رئيس الحكومة بالاستقالة حقنا لدماء المواطنين على سكك القطارات، سيكون المغاربة أمام صدمة كبرى وهم يسمعون ليس بحادثة دهس قطار لسيارة عائلية ضواحي تازة.. لكن بحجم قتلى حوادث قطارات لخليع سنويا.
ففي الـ29 من شهر اكتوبر 2013، سيعترف محمد ربيع الخليع المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية في حضرة الوزير الرباح، بسقوط نحو 100 مغربي سنويا قتلى القطارات العادية والسريعة.
لم يكن الإعلان على هذا الخبر الفاجعة في اجتماع "سري"، بقدر ما كان تحت قبة البرلمان وتحديدا في اجتماع رسمي للجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، بمجلس النواب.
وجد الخليع نفسه محرجا وهو يقدم هذا الرقم الصادم لعدد ضحايا قطارات المملكة، إذ حاول إبراز مجهودات مكتبه في محاربة مثل هذه الحوادث دون القفز على التصريح بهذا الحصاد الثقيل في الأرواح.
حينها لم يقدم رئيس الحكومة استقالته كما لم يقيل وزيره الرباح أو مدير السكك الحديدية وهو يسمع بهكذا تصريح رسمي للسيد لخليع. بقدر ما طبق ربما مقولة " القطارات تمشي و..."، وكأن بنكيران يتحدى لعنة "النحس" التي لم تتخلص منها حكومتة رغم " تبدال" وزراء " الاستقلال" بوزراء" الأحرار".
فاجعة تصادم قطارين وعلى محور " القنيطرة – الدار البيضاء" في نقطة زناتة والذي تعد ضمانات السلامة عبره وفق تقارير وزارة الرباح و مكتب لخليع على درجة المعايير الاوروبية، تثير بكل صراحة وموضوعية المسؤولية السياسية للحكومة إزاء هذه المصيبة.
وإذا كان وزراء العدالة والتنمية في الحكومة البنكيرانية وأتباع هذا الحزب، أشد دفاعا على حكومة الرئيس المخلوع محمد مرسي وأكثر انبهارا بمواقف حكومة الاخوان الزائلة، فإننا نذكر الرئيس بنكيران والوزير الرباح و المدير لخيلع بما فعله وزير في حكومة مصر على عهد حكم الإخوان، في حادثة شبيهة بفاجعة الراحامنة لا مصيبة زنانة، وهو البلد " المطبع" مع حوادث تصادم القطارات التي قد تحدث في كل العالم مقرونة بالمحاسبة، اللهما لا شماتة.
لقد قدم محمد رشاد المتيني وزير النقل والمواصلات المصري استقالته فور وقوع تصادم بين قطار و حافلة نقل مدرسي راح ضحيته العشرات من تلاميذ إحدى المدارس بمحافظة أسيوط بين قتيل وجريح.
التليفزيون الرسمي الذي أعلن عبره الوزير استقالته من منصبه، و مسؤوليته السياسية عن الحادث اكد وقتها أن مرسي "قبل أيضاً استقالة رئيس هيئة سكك حديد مصر".أي لخليع " ديالهم"، وذلك في محاولة من الوزير و مرسي الهروب بجلد حكومتهم من وصف الشارع المصري لحكومة الإخوان بـ" الحكومة المنحوسة"، قبل ان يعصف بالإخوان وحكومة الإخوان بإسم الشعب.
فهل سيقلد الرباح الوزير الاخواني المتيني؟ وهل سيتقيل المدير لخليع؟ وهل سيضع بنكيران حدا للنحس الذي يسكن حكومته بالانتقال من التلويح بالاستقالة إلى تقديم الاستقالة ؟.. أم انه سيكتفي باستبدال"العود لقماري" في مواقد مجالس الحكومة بـ"الفاسوخ" لطرد النحس و الأرواح الشريرة التي تتربص بالحكومة" الموقرة"؟ أم ماذا؟...