حمودي ولد حمادي
مع كل زيارة لمعالي الرئيس محمد ولد عبد العزيز,تظهر المدينة على شكل غريب و تظهر وجوه غريبة و تشهد المدينة حركة غير مسبوقة و نشاط أمني وتواجد غير مسبوق و لفة مفاجئة و تسليط الأضواء على مدينة ميتة و إعادة الروح إليها,و عادة ما تكون الاستفادة من هذه الزيارة التي يترتب عليها الكثير من الآمال و الطموحات و التي يصاحبها الكثير من صيحات المواطنين,الذين عانو الأمرين,من الجوع و العطش و المر ض قليلة جدا و عادة ما تكون كل تلك الوعود و العهود واهية و لا تطبق على أرض الواقع.
يأتي عزيز و يذهب و لا شيء جديد,يصاحب قدومه قدوم الكثير من الشخصيات للمدينة و نظافة الطرق و المنشآت و يخرج مئات من المواطنين مجبرين على استقباله,يخفون معاناتهم ووجوهم البائسة التي ترسم لوحة ملونة بالفقر و العجز و الجوع لاستقباله,تحرقهم الشمس و يتظاهرون بأنهم في أفضل حال و تسجل التلفزة الرسمية بعض الشهادات الكاذبة,التي يعبر بها بعض من المرتزقة الذين جاءوا لاستقبال الرئيس و الإدلاء بشهادتهم بعد أن أخذوا ثمن ذلك.
إذا نظرنا إلى الواقع و تأملنا حال المواطنين جيدا و تخلينا عن الكذب و النفاق و قول الزور نجد أن موريتانيا في أبشع صورها,و في حالة يرثى لها محليا و عالميا و على جميع المستويات,الصحة منعدمة و الظروف قاسية و الجريمة متفاقمة و حال المواطنين يزداد سوءا يوم بعد يوم,الآلاف يموتون من الجوع و العطش و الآلاف لم يصلهم التعليم أو الصحة,لكن كل هذه الأشياء يغلب عليها طابع الجهوية و حشد الآلاف من كل قبيلة و تدخل وجهاء و الضغط على المواطنين لإخفاء الصورة الحقيقة للمدينة و للمواطنين,و هذا يتكرر مع كل زيارة لرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يرافقه في كل زيارة آلاف المنافقين " الصفاكه" جاءوا من نواكشوط لاستقباله.
أما كان أوفر لولد عبد العزيز,أن يوفر للمواطنين ظروف ملائمة للعيش ليستقبله بإرادتهم,و يعبرون عن إرتياحهم لزيارته, دون تدخل وجهاء أو ساميون في البلد,و غالبا ما يتخذ ولد عبد العزيز أطر الولاية عامل أساسي في استقباله و حشد الكم الأكبر من المواطنين,لكن هذا لم يعود ممكنا اليوم لإن المواطنين أدركوا حقيقة الواقع,وواقع المواطنين المزري يشغلهم عن استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز أو إرتياح له,و إذا كنا نريد أن نقف على حقيقة الأمر نجد إستقبال ولد عبد العزيز في مدينة ازويرات خاصة لن يسلم من الخروقات,لأنه لم يمر شهر على توصل لحل لإضراب عمال اسنيم و القرارات الجارفة التي أتخذها الرئيس و مدير اسنيم آنذاك ضد العمال و التي أغضبت ساكنة ازويرات مما يجعلهم لا يستقبلون الرئيس استقبال الملوك في أرضهم,و هذه المرة بالفعل غابت الفروسية و الصور المكبرة لرئيس في شوارع مدينة ازويرات.
مثل هذه الزيارات لا تعبر عن إرضاء المواطنين و لا حل لمشاكلهم,ما يرضي المواطنين بالفعل هو التغيير من واقعهم و نقلهم من الجحيم و المنفى الذي يعيشون فيه إلى حياة تتوفر على مستلزمات الحياة العصرية و اليومية و الأيام القادمة كفيلة بإظهار نتائج زيارات عزيز و النتيجة التي حصل عليها المواطنين من الزيارة و ظهور الصورة الحقيقية لإستقباله و ليست الصورة المزيفة و التي تتناقلها وسائل إعلامنا المملوكة و التجارية.