حذر سعيد السعدي الوزير السابق في حكومة اليوسفي الذي ارتبط اسمه بالخطة الوطنية لادماج المراة، من "الهوة النوعية" جراء تراجع الحكومة عن تحقيق المناصفة. و اعتبر السعدي خلال ندوة للجمعية المغربية لحقوق الانسان بمناسبة الدورة الثالثة للجامعة الوطنية لحقوق المرأة، ان السياسات التي تم إتباعها لحد ألان لم تحقق الطفرة النوعية و هناك تراجع في عدة قضايا.
وعزا السعدي الأسباب بالارادة السياسية المنعدمة ، فالأولوية في البرنامج الحكومي غير متوفرة ، بالاضافة الى انعدام المقاربة التشاركية . و أوضح السعدي ان هذه الحكومة خصصت ستة صفحات في التصريح الحكومي حول الهوية و هو ما يظهر جوهر المشكل بالنسبة لها. و تساءل المتحدث عن سبب تبني كل مخططات الحكومة السابقة كمخطط اليوتيس و المخط الأخضر، إلا مخطط المناصفة ، فلا كلمة واحدة حول اجندة المناصفة في برنامج الحكومة ، في حين عوضت ذلك بنصف صفحة حول الأسرة و وضع المرأة و دعم الارامل و صندوق التكافل العائلي ...
وسجل السعدي تراجع المغرب في التصنيف الدولي على مستوى المناصفة ، فالمغرب كان مصنف 107 من حيث المناصفة سنة 2006 و انتقل الى 125 سنة 2008 و الى 129 سنة سنة 2012 و الى 133 سنة 2014 و الى 139 سنة 2015 . مضيفا "نحن في الصفوف الاخيرة و هذا ناتج عن عدم مساهمة المرأة في الحياة الاقتصادية و الميز في الاجور و شروط العمل بما فيها التحرش الجنسي بمقرات العمل و الادارات العمومية".
و سعيد السعدي على ان اهداف الألفية تقتضي القضاء على التمييز في التعليم ، حيث ما سجل فيه تقدم بالمغرب يهم التعليم الابتدائي فقط. و استريل المتحدث أن الحكومة الحالية لم تتبنى أجندة المناصفة و لا يعرف لماذا ، واصفا سياسة الحكومة في المجال بللبريكولاج و معلنا اخوفه كثيرا من هذه الحكومة و من سيليها .
ووجع السعدي سهام نقده للطبقة السياسية ، معترفا انه شبه يائس منها و انا ، لانها نخبة ليست ذات ارتباط بالقضايا الجوهرية للمواطنين و هي تسعى لتحقيق مكاسب حزبية و ذاتية . مضيفا ان المجال السياسي متحكم فيه بشكل كبير.